المعادى ذلك الحى الراقى ما ان تقع عيناك عليه نهارا حتى تشعر بجماله وهدوءه وروعته ...
كان حيا له طابعا خاصا جدا ....
ما يلبث ان يتحول ليلا الى ذلك الحى المظلم ,الغامض ,والمخيف لطالما سمعنا عن حوادث تحدث فى شوارعه ليلا لكن ...
لكن كل ذلك لم يمنع فارس من شراء فيلته الجديدة هناك ......
كان فارس إنسان انطوائى يهوى العزلة ...يحب الأماكن الهادئة ....
والمظلمة فبالنسبة اليه توفرت تلك الشروط كلها فى ذلك الحى الرائع ....
بالإضافة الى نداء مجهول كان يجذبه دائما الى تلك المنطقة وتلك الفيلا بالتحديد ...
شعور غريب لكنه لم يدرك ماهيته ولم يحاول حتى ان يفكر فيه ....
فهناك اسبابا عديدة جعلته يأتى الى هذا المكان ومن اهم هذه الأسباب التى دفعته الى شراء تلك الفيلا لكى يبتعد عن الناس ....
خاصة بعد ان فقد حبيبة قلبه نشوى فى حادثة اختفاء غامضة .....ولم تعثرالشرطة على اى اثر يدل عليها....
مرت سنة كاملة بذل كل ما يملك من اجل العثور عليها دون جدوى
فقرر الأنسحاب من هذه الحياة القاسية الى هذا المكان بعد ان وكل اخوه لمتابعة اعماله لكى يخلو بنفسه ...
وبأحزانه ..
احزانه التى زادت من انطوائيته وعزلته الى درجة رهيبة للغاية ....
اصبح يحب الليل الى درجة شديدة كان يظل مستيقظا طوال اليل لا يفعل شيئا سوى التأمل فى الهدوء والظلام ,....
وصورة نشوى التى لم تفارقه قط...
احيانا كان يراها تجلس معه فى الشرفة وتبتسم اليه ....
لكن
منذ ان اتى الى تلك الفيلا لم تعد تأتيه ....
كم كان ظهورها هذا يخفف عنه الكثير ...
كم تمنى لو تنطق وتخبره اين هى او ماذا حدث لها....
كثيرا ما كان يبكى فى صمت وهو يطالع صورتها الى ان اتى ذلك اليوم بالتحديد تلك الليلة كانت ليلة شديدة الظلام ...
وكان هو يجلس فى الشرفة كعادته كل ليلة يتطلع الى السماء الملبدة بالغيوم
والتى اضفت ظلاما فوق الظلام الموجود مما جعل المنظر العام يبدو كأنها لوحة مرعبة لاترى فيها سوى معالم مبهمة مخيفة.....
بدأ هواء الشتاء البارد يتسلل الى انفه أخذ نفسا عميقا اثلج به صدره ,والتفت الى المقعد المقابل له ...
حينها رأى نشوى ....
لكن هيئتها هذه المرة كانت غريبة جدا لم تكن تنظر اليه ككل مرة بل كانت تنظر الى خارج الشرفة
تجاه الفيلا التى تقابله كانت ملامحها هذه المرة تحمل خوفا شديدا ....
أعتقد فارس انه قد جن ....
التفت الى الأتجاه الذى كانت تنظر اليه لكنه لم يستطع ان يرى شيئا من شدة الظلام
لكنه سمع صوت باب سيارة ينفتح ....
فأضأت كابينة القيادة ميز من خلال تلك الإضاءة شاحنة سوداء صغيرة ...
ترجل عنها سائقها ...
لكنه لم يستطيع ان يتبين ملامحه كان يرتدى قبعة سوداء كبيرة ولباس اسود ...أضفى عليه مزيدا من الرهبة,والغموض.....
لم يلبث ذلك الشخص الا ان عاد وغرق فى الظلام من جديد عندما اغلق باب السيارة ....
حاول ان يرهف سمعه لم يسمع سوى خطوات لم تلبث الا ان توقفت بعد لحظات استنتج فارس من ذلك ان يقف الأن عند مؤخرة الشاحنة ...
تأكد من ذلك عندما سمع صوت باب الشاحنة الخلفى ينفتح ....
ثم سمع اصوات لم يستطيع تميزها لكن ما ميزه ان ذلك الرجل كان يقوم بسحب شئ ما من داخل الشاحنة.....
وقع خطوات ...
توقف بعد لحظات ثم سمع صوت باب الفيلا يفتح كانت هناك اضاءة خافتة تنبعث من داخل الفيلا
تبين على اثرها ما كان يسحبه ذلك الرجل مما جعل عينا فارس تجحظان بشدة من ما رآه.....
فما رآه كان لاينذر بالخير
ابدا ...
ابدا...
ابدا على الأطلاق.
يتبع